روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | الطلاق والعنوسة والأسباب الخفية2ـ2

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > الطلاق والعنوسة والأسباب الخفية2ـ2


  الطلاق والعنوسة والأسباب الخفية2ـ2
     عدد مرات المشاهدة: 3773        عدد مرات الإرسال: 0

أما بعد:

حدثني الثقة عن أحد أصدقاءه يقول: تقدم لإبنتي الصغيرة -القعدة- أول خاطب بعد دخولها الجامعة ثم تتالى الخطاب وهي ترفض حتى بدأ الخطاب يقلون إلى أن توقفوا بعد بلوغها الثلاثين، وبعد مرور سنتين ولا خاطب، جاءتني قائلة: أبي أريد الزواج، فقلت لها ساخراً: غداً إن شاء الله أذهب إلى السوق وأشتري لك رجلاً.. فقالت: لا تسخر بي.. قلت: تقدم لك فلان وفلان وفلان من خيرة الشباب، ورفضتي واليوم بعدما كبرت وصار أمثالهم ما يتقدم تطلبين زوجاً!!

قالت: كنت سفيهة.. فأين دورك يا وليي العاقل؟ لماذا لم تقنعني؟ لماذا لم تعرفني بمخاطر الرفض؟ لماذا؟ ولماذا؟.

يقول صاحبنا: فعلا كانت تساؤلاتها خناجر تطعن والدها وقد فات الآوان فلا زوج سيأتي بنفس مستوى من كان يأتي أول تمامها.

من هنا كان الخيار المطلق للبنت من أسباب العنوسة فهي في سن وتفكير لا يكفي أن تفكر وحدها وتتخذ القرار، ومن هنا كثرت القصص التي تم رفض الخاطب لأجل سبب تافه دون أن يلزم الولي نفسه بسؤالها ومناقشتها عن سبب الرفض وإعطائها الرأي وإقناعها إن كان الخاطب مستحقاً.

فالبنت تستشير زميلتها، وتكتب في النت تطلب رأياً حتى كتبت واحدة تقول: تقدم لي خطيب لكن اسمه لم يعجبني فهل أقبله؟

ويشتد الأمر خطورة حينما يكون للبنت أخوات تحتها ليعنس الجميع بسبب الأولى والتي لا يزال الكثير من الناس متمسك بالدور وكأننا في مخبز تميس.

قد تكون الأولى متعنتةً فتحرم نفسها وتحرم أخواتها، فهل من العدل أن تبقى بقية أخواتها أسيرات رأيها؟

كان من المفترض حينما يأتي الخاطب الكفء أن يعرض على الأولى فإن رفضت عرض على من تحتها وهكذا.

بل يجب أن تثقف البنات بأن كل فتاة لها رزقها، ولذا فما المانع أن يأتي خاطب للثالثة؟ حيث تناسبه عمراً.

وهل من العدل أن نحرمها ومن هي أكبر منها لا تناسبه؟

ومن أسباب العنوسة الخطأ في تقييم مستوى البنت من حيث العمر والتعليم والجمال فليست البنت التي يطرق باب أهلها يومياً خاطب بمستوى البنت التي يطرق باب أهلها في السنة مرة أو مرتين، هنا يجب أن تكون مواصفات الزوج المرتقب حسب مستوى البنت فلا ترفع البنت سقف مواصفات فارس العمر فوق مستواها فتخسر من هو بمستواها عندما يقل مستواها ومثلها الشاب الذي يريد ويريد وهو ليس بمستوى من تقدم إليها.

لكن هذا يتأكد في حق البنت لأنه ليس بيدها أن تختار بالعرف الحالي.

ففي صفة تناسب العمر مثلاً كواحدة من المواصفات فلتثق أن الرجل الذي يأتي أول العمر ليس بمستوى الرجل الذي يأتي في نهاية العقد الثالث، وإن رفضت هذا فلن يأتيها مثله في بداية العقد الرابع فيفوت القطار وهي تتمنى في كل مرحلة عمرية أن يأتيها من هو بمستوى المرحلة السابقة.

ولعل من الأسباب الفهم الخاطئ لصلاة الإستخارة فالبنت أن لم ينشرح صدرها -وهو متوقع لأنها ستتحول إلى حياة أخرى فالغالب يرهب ذلك التغيير- تتصور أن ذلك دليل على أن الخاطب لم يختاره الله والصحيح أن صلاة الإستخارة لا تمنع مواصلة المشوار فإن كان فيه خير تم وإلا منع مانع لا محالة ولو قبل دقائق من الدخلة وقد حدث.

ومن الأسباب الفهم الخاطئ للولاية فالكثير من البنات تكون ضحية مجموعة من الأولياء فالخاطب يمر عبر عدة فلاتر يصعب أن يجتازها إلى المخطوبة فقد يكون والد الخاطب الكفء قد نافس والد المخطوبة في تجارة وقد تكون والدة المخطوبة قد حقدت على خالة الخاطب وقد يكون أحد إخوانها قد تشاجر مع أخي الخاطب فيقف الخاطب في أحد الفلاتر دون تبرير والمسكينة صاحبة الشأن لا تعلم من ذلك شيئاً.

إن الواجب على الولي أن يعرض على البنت كل خاطب حقق شرطي -الدين والخلق- مهما تكن حالته ويبقى للبنت الخيار فلربما كان الخير فيه لها ولربما كان أفضل من أن تبقى عانساً، ويكون دور الولي هنا الإقناع إن كان مرضياً له والعرض علي المخطوبة فقط إبراءً لذمته إن كان غير مرض له شريطة أن يكون ذا دين وخلق ومناسب لمستوى البنت كما يجب على الولي أن يولي الموضوع جل اهتمامه فلا يفسد الخطوبة بطول فترة الرد مقدماً مشاغله على حقوق موليته.

وأدق نتائج الخطوبة ما كان بين الولي والبنت مباشرة دون وساطة الأم فقد تغير الأم رأي البنت لسبب تافه ولا يعني هذا إسقاط رأي الأم إن كان صائباً.

وهنا لفته: فلم يضع الإسلام حداً للدين والخلق، لكن يجب ألا ينتفي من الخاطب أحدهما فالطلب يكون بمستوى العرض فالذي تستحي من خلقه الملائكة لعلو خلقه عثمان بن عفان رضي الله عنه إستحق ابنتا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ووليدة أكمل النساء أمنا خديجة رضي الله عنها.

وقبل الآخر هل المرأة سبب في تفشي العنوسة؟

عندما يفكر الشاب في الزواج فيجد المهر ومصاريف حفل الزواج وما بعده من أسعار الملابس والتي تصل في مستوى المتوسط إلى نصف راتبه الشهري مع تكاليف الكماليات والتي تريد المرأة أن تكون مثل مثيلاتها ولو كن موظفات وهي غير موظفة.

هنا يتأخر ليكون نفسه قبل الدخول إلى عالم المصاريف وليكون قوياً في مواجهتها وحينما يصل قرابة الثلاثين يبحث عن عروسة تصغره بخمس سنوات على الأقل.. هنا تحدث المشكلة والتي أعتبرها السبب المعضل للعنوسة وهي التي لم أسمع أن أحداً تحدث عنها ويحتاج حلها في الوضع الراهن إلى تضحية من الجنسين وفي المستقبل إلى دعم حكومي جاد دعونا نستوضح ذلك من لغة الأرقام:

ولنأخذ آخر الإحصائيات للمواطنين السعوديين:

بلغ عدد الذكور في عام 2004 م -8245575 وتأخر الشباب عن الزواج يسبب فارقاً عمرياً حيث يتزوج الشاب من الجيل الخامس بعده كأقل تقدير ولذا سيكون زواج مواليد 2004 م من الذكور من بنات 2009 م وعددهن 9235696 فيكون عدد الإناث التي لا يقابلها ذكور للزواج 990121 أنثى ثم يتضاعف العدد في السنة التي تليه وهكذا تتضاعف المشكلة.

هذا ونحن لم نتحدث عن فارق الوفيات حيث تزيد وفيات الذكور عن الإناث بواقع أربعة ذكور مقابل ثلاث إناث هنا سيكون عندنا مليون أنثى بلا مقابل كل عام طبعاً هذه نتيجة لعام 2034 م ويزداد الفارق بزيادة عدد السكان.

أما العدد الحالي من الإناث اللاتي تعدين سن الزواج وهو 539418 فتاة فهو حصيلة فروقات الأعوام الحالية، وهو معرض للزيادة إلا إذا تبنت الدولة الحل من خلال التخطيط الإستراتيجي لعلاج العنوسة والتي ستزداد كل عام لا محالة وذلك من خلال تحقيق التقارب العمري بين الجنسين فكلما تقارب سن الجنسين قل عدد العوانس فلو صار الفارق العمري بين الزوجين من سنة إلى ثلاث لتناسب العدد لآن الذكور أكثر من الإناث بنسبة 6% تقريباً وهي نسبة ثابتة خلال السنوات السابقة، وذلك من خلال توعية المواطنين بتخفيف أعباء الزواج والمشاركة المالية بين الزوجين ودعم الراغبين في الزواج ووضع مبلغ مقطوع إضافي على الراتب للمتزوجين فقط وحينما أقول مقطوعاً لأن تكاليف الزواج واحدة ولذا لا يصح هنا أن يكون نسبة على الراتب فيتضرر الأقل راتباً مع مراعاة المتزوجين في التعيين ومكان التعيين وكافة المنافسات الوظيفية.

أما الإناث اللاتي دخلن طابور العوانس حالياً فيحتاج إلى أن يضحي الشباب الذين تأخروا الزواج بالزواج من مقارباتهم في السن.

ولو إقترب الفارق أكثر لأصبح عندنا أزمة إناث، يقول والدي يحفظه الله وقد تزوج قبل ستين سنة تقريباً: كان معظم الشباب يتزوجون مابين الثامنة عشرة والعشرين من بنات مابين السادسة عشرة والثامنة عشرة مع وجود شواذ زيادة ونقصاً وكان هناك أزمة نساء ولا يذكر والدي أن هناك إمرأة مطلقة ولا أرملة بقيت بلا زوج وهذا يؤكد أن تقارب الجنسين في العمر يحد من العنوسة.

ومضة للعوانس والمطلقات والأرامل:

عيشي حياة الأنس والرضا بالقضاء ولا تربطي سعادتك بزوج، فمجموعة من الأزواج سبب شقاوة أخواتك المتزوجات، ولا تطلبي الزوج عبر طرق ملتوية كالنت والهاتف والتبرج وإرخاص عرضك المصان ولو بلين الكلام فالزوج الصادق لا يقبل هذه العروض، ولإن كانت فطرتك أن تشبعي عاطفة الحب عندك فاملئيها بحب الباري لتصلي مرحلة -أن يحبك الله- هنا بالتأكيد ستكوني الأرقى ولو وحدك فالله قد أحبك ومن أحبه ربه تولاه وكفى.

ولأن يفوتك القطار خير من أن يطأك... والسلام.

الكاتب: أ. إبراهيم بن محمد البرادي.

المصدر: صحيفة عاجل.